الجيل الداخلي

نقضي في المجتمع الحديث أكثر من 90٪ من وقتنا في الأماكن الداخلية، والمساحات المغلقة، والمنازل، والمكاتب، والصالات الرياضية، والمدارس، والمواصلات التجارية وغيرها … ما من شأنه تعريضنا للعديد من المخاطر والتأثيرات الصحية.

نحن نبني هذه «الصناديق» داخل النظم البيئية المستدامة التي استطاعت الاستمرار لملايين السنين، ونعمل على تشييد أنظمة النقل لتتدفق عبر عدد من النظم البيئية المختلفة بالاعتماد التام على الهواء الخارجي كمصدر للتجديد والتطهير، مطلقين عليه اسم «الهواء النقي». يمتلئ الهواء النقي هذا بأشكال الحياة المختلفة التي يحملها من الخارج، بالإضافة إلى احتوائه مجموعات متعددة من الجزيئات … بمساعدة هذا الهواء النقي، نعمل على حشر البشر والحيوانات داخل تلك الصناديق، دون أخذ أي اعتبار للنظم البيئية التي خلقناها، أو مراعاة النتائج المترتبة على ذلك!

علاوة على ذلك، غزت البكتيريا وحالات العفن الناجمة عن البشر والحيوانات و«الهواء النقي» هذه الصناديق بجميع أحجامها، فأسميناها العدو معلنين الحرب ضدها … إلا أنها كافحت واستطاعت التقدم والتطور والمقاومة، إذ دائمًا ما تتمكن أشكال الحياة من النجاة بطريقة أو بأخرى. لسنوات عديدة، قاوم الغزاة واستطاعوا الرد على الهجوم.
في ظل هذه المعمعة حيث تتعرض جميع أشكال الحياة للإبادة العشوائية، نتسبب أيضًا بتدمير أشكال الحياة النافعة الضرورية لحفظ التوازن وحماية النظام البيئي وبالتالي حمايتنا … إن الفراغ غير موجود في الطبيعة … نحن بحاجة إلى الحفاظ على وجود الأحياء الدقيقة النافعة من أجل خلق التوازن في الصناديق.

تُدعى هذه الظاهرة باسم متلازمة مرض المباني أو المرض المتعلق بالمباني، ما يقدم دليلًا على وجود المشكلة بالفعل ومناقشتها في الكثير من الدراسات والمقالات البحثية، إلا أننا لا نملك أي حل مستدام لهذه المشكلة.

إن إدراكنا الواضح لمدى تأثر صحتنا ورفاهيتنا بالأماكن الداخلية التي نقضي فيها جل وقتنا أمر شديد الأهمية. تجدر الملاحظة أن نسبة حدوث حالات الربو والحساسية والأمراض الأخرى تتصاعد باستمرار في العالم الصناعي. يعاني 40% من سكان العالم من أحد أشكال الحساسية تجاه عامل محسس ما، ويعود جزء كبير من ذلك إلى حقيقة عدم قدرة جهاز المناعة على تحمل التعرض الدائم والمستمر لهذه المحسسات. بالإضافة إلى التأثيرات الصحية، تزداد حصيلة الخسائر المالية باستمرار نتيجة تصاعد حالات التغيب عن العمل والحضور الشكلي.

سنعمل على تحسين العالم بعد Covid19 – أثناء انتظارنا وترقبنا لمزيد من متحورات Covid – ليصبح مكانًا أكثر نظافة، مع التركيز على تحقيق التوازن.

نحن الجيل الداخلي، من تقع على عاتقهم مهمة اتخاذ تدابير استباقية وخلق صناديق أكثر نظافة وتوازن من أجل صحتنا، وصحة كل من حولنا … وb-pure قادر على المساعدة لتحقيق ذلك.