نقضي في المجتمع الحديث أكثر من 90٪ من وقتنا في الأماكن الداخلية، والمساحات المغلقة، والمنازل، والمكاتب، والصالات الرياضية، والمدارس، والمواصلات التجارية وغيرها … ما من شأنه تعريضنا للعديد من المخاطر والتأثيرات الصحية.
نحن نبني هذه «الصناديق» داخل النظم البيئية المستدامة التي استطاعت الاستمرار لملايين السنين، ونعمل على تشييد أنظمة النقل لتتدفق عبر عدد من النظم البيئية المختلفة بالاعتماد التام على الهواء الخارجي كمصدر للتجديد والتطهير، مطلقين عليه اسم «الهواء النقي». يمتلئ الهواء النقي هذا بأشكال الحياة المختلفة التي يحملها من الخارج، بالإضافة إلى احتوائه مجموعات متعددة من الجزيئات … بمساعدة هذا الهواء النقي، نعمل على حشر البشر والحيوانات داخل تلك الصناديق، دون أخذ أي اعتبار للنظم البيئية التي خلقناها، أو مراعاة النتائج المترتبة على ذلك!
علاوة على ذلك، غزت البكتيريا وحالات العفن الناجمة عن البشر والحيوانات و«الهواء النقي» هذه الصناديق بجميع أحجامها، فأسميناها العدو معلنين الحرب ضدها … إلا أنها كافحت واستطاعت التقدم والتطور والمقاومة، إذ دائمًا ما تتمكن أشكال الحياة من النجاة بطريقة أو بأخرى. لسنوات عديدة، قاوم الغزاة واستطاعوا الرد على الهجوم.